القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

تعرف على بيداغوجيات التدريس الحديثة

 

بيداغوجيات التدريس الحديثة

عرفت البيداغوجيا قديما على أنها "المرافقة" وهي مفهوم قديم ظهر عند الاغريق، فقد كان هناك ما يسمى بالمراقف أو "البيداغوجي" الذي يرافق الطفل إلى المدرسة كما أنه يساعده في العملية التعليمية التعلمية أي البيداغوجي هو من يساعد الطفل في إنجاز دروسه. ويعتبر مصطلح "البيداغوجيا" مصطلحا اغريقيا وتم نقله وتعريبه حيث أصبح مرادفا لـ "التعليم والتدريس".

وقد استمد مصطلح "بيداغوجيا" مدلوله ومفهومه من خلال مجموعة من المسميات (البيداغوجيا الحديثة/التقليدية) أو بيداغوجيا فلان مثل: بيداغوجيا جون جاك روسو - بيداغوجيا مونتيسري... إلا أننا نحن في هذا المقال سنتحدث  عن مجموع البيداغوجيات الحديثةفي مجال التدريس والتعليم:

- البيداغوجيا الفارقية

- بيداغوجيا الخطأ

- بيداغوجيا المشروع

- بيداغوجيا التعاقد

- بيداغوجيا اللعب

- بيداغوجيا الإدماج

- بيداغوجيا حل المشكلات

1- البيداغوجيا الفارقية:

تعتبر البيداغوجيا الفارقية من أهم البداغوجيات الحديثة في التدرسي حيث تنطلق من كون المتعلمين في القسم يختلفون  في صفاتهم الاجتماعية والثقافية والمعرفية وهذا مايجعل استيعاب الدرس يختلف من متعلم لآخر بمعنى عدم تكافئ الفرص في التعلم.

ولتنزيل هذه البيداغوجيا وجب تنويع المحتوات المعرفية داخل الفصل الواحد لتكييفها مع قدرات المتعلمين، وكذلك تنويع تقنيات التنشيط وتنظيم بيئة الفصل بمرونة يراعى فيها وتيرة التعلم من متعلم لآخر.

2- بيداغوجيا الخطأ:

كما نقول دائما "من الخطأ نتعلم" وهذا طبعا من أهم أسباب التعلم، وهذا لم يكن سابقا إذ أن الخطأ وللاسف الشديد كان علامة على القصور والفشل عند التلاميذ مما كان له انعكاسات سلبية عليهم وربما يكون سببا لتركهم المدرسة نهائيا.

ويقصد ببداغوجيا الخطأ بأنها المقاربة التربوية التي تعنى بتشخيص الأخطاء وتبيان أنواعها وطرق علاجها، فهي تنظر إلى الخطأ على أنه شيء إيجابي ويساعد على التعلم باعتبار أن الخطأ طبيعة انسانية ومن حق المتعلم أن يخطأ.

3- بيداغوجيا المشروع:

عندما نتحدث عن المشاريع في المجال التعليمي فإننا نتحد عن أنواع عديدة من المشاريع ومنها: المشروع البيداغوجي، مشروع المؤسسة، مشروع القسم، مشروع المتعلم... 

والمشاريع في المجال التعليمي كلها تهدف إلى تلبية حاجات متعلقة بالمتعلم، فمثلا يقوم المدرس باقتراح مشاريع معينة على المتعلمين ضمن المقرر الذي يدرسونه قصد اختيارها ثم يقوم بعملية التتبع لهذه المشاريع وفق برنامج زمني محدد قصد تقديم مشروعهم في أخر الوحدة المدرسة ثم تقيمها.

4- بيداغوجيا حل المشكلات

هي بيداغوجيا تعتمد على مبدأ الفاعلية لدى المتعلمين، حيث يتم وضعهم أمام وضعية مشكلة تجعلهم يبحثون عن حل من بين الحلول الممكنة.

تتمركز بيداغوجيا حل المشكلات حول المتعلم لاستنفار واستثارة مهارته أو معارفه أو قدراته، لرصد الترابطات الممكنة بين عناصر المشكل المطروح لبناء التعلمات:

  • مواجهة مشكل معين يدفع المتعلم للبحث عن الحل؛
  • تقديم اقتراحات لحلول قصد التداول فيها داخل الفصل؛
  • التفاوض حول المعايير المحددة لاختيار الحل؛
  • تنفيذ الاجراءات المحققة للقرار المتخذ؛
  • فحص النتائج وتقويمها للتوصل إلى حل؛

5- بيداغوجيا الادماج

هو نشاط ديداكتيكي يهدف إلى جعل المتعلمين يعملونعلى إقامة العلاقة بين تعلمات منفصلة بهدف التوصل إلى حل لوضعية معينة تسمى "وضعية الإدماج"، وتستهدف هذه البيداغوجيا إلى جعل المتعلم يعبئ مكتسباته وينظمها من أجل استخدامها في معالجة وضعية مركبة.

6- بيداغوجيا التعاقد

حسب الباحثين فإن التعاقد هو تنظيم لوضعيات التعلم عن طريق اتفاق متفاوض عليه بين الشراكاء  (المدرس والمتعلمين) يتبادلون الاعتراف فيما بينهم قصد تحقيق هدف معين. وتستند بيداغوجيا التعاقد إلى ثلاث مبادئ أساسية:

  • مبدأ حرية الاقتراح والتقبل والرفض؛ أي تحليل الوضعية من طرف المتعلم والمدرس وكذا اقتراح تعاقد يرمي إلى تحقيق هدف محدد، مع ترك مساحة من الحرية للمتعلم في اتخاذ القرار.
  • مبذأ التفاوض حول عناصر التعاقد؛ بمعنى التعاقد على المدة الزمنية والأدوات المستعملة ونوع المنتوج (نص مكتوب، بحث إنجاز...) وكذلك نوع المساعدة التي يمكن تقديمها للمتعلم.
  • الانخراط المتبادل في إنجاح التعاقد؛ ويهم شعور المتعلم بانخراطه الدائم طيلة مدة التعاقد وتحميله جزء من المسؤولية.

7- بيداغوجيا اللعب

للعب دور مهم في تنمية مهارات المتعلمين فهو ضرورة حتمية مثل حاجة المتعلم إلى الغذاء والنوم، فقد دافع الفيلسوف سقراط عن اللعب باعتباره وسيلة لإضفاء المرح على العملية التعليمية التعلمية واعتبارها عملية مرحة ومشوقة.

وحسب الدليل المرجعي لوزارة التربية الوطنية للتعليم الابتدائي 2009 فإن اللعب نشاط يمارسه الطفل دون ضغوط من البيئة أو الوسط الذي يعيش فيه، فهو يقوم به بمحض إرادته وبمتعة، واللعب الذي يمهنا هنا هو اللعب البيداغوجي الذي يستهدف المتعلم، إذ يلتجأ إليه المدرس قصد الاقتصاد في المجهود، وكذلك تنمية مهارات المتعلمين (مهارات نفسحركية - مهارات مرتبطة بالملاحضة - مهارات مرتبطة بالذكاء ...) بالإضافة إلى تنمية التنافس الايجابي والقبول باحترام قواعد وقوانين اللعبة.

إن العالم وكما هو معلوم يعرف تغيرات مهمة على كل الأصعدة وخاصة الجانب المعرفي والتكنولوجي، ولهذا فقد أصبح لزاما تغيير وتحديث عملية التدريس التي كانت تعتمد سابقا - ولا زالت - على التعليم التلقيني الذي أصبح "موضة" قديمة فالمدرسة اليوم مطالبة بإعداد جيل متفتح ومنتج ومتفاعل مع محيطه خاصة في ظل التطور التكنلوجي الهائل، وهذا لن يكون إلا بجعل المتعلم هو محور العملية التعلِمية التعلُمية عبر تطويرها باعتماد البيداغوجيات الحديثة في التدريس.

المراجع:

1- الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي
2- موقع ويكيبيديا Pédagogie
3- د. سلوى العباسي بن علي، البيداغوجيا فن وهندسة الممكن، موقع www.new-educ.com



تعليقات