القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

تعرف على نظريات التعلم وأهم روادها

تعرف على نظريات التعلم وأهم روادها
حاول عديد من الفلاسفة والمفكرين بناء تصورات ونظريات في مجال التربية والتعليم.


مقدمة: 

يعتبر موضوع التعليم من أهم المواضيع التي يهتم بها الفلاسفة والمفكرين عبر مر العصور، وهو موضوع أيضا يثير الكثير من الجدل بين السياسيين والتربويين والأباء حول ماهيتيه وطبيعته والقوانين التي تحكمه، ولهذا ومند بداية القرن العشرين حاولت بعض المدارس الفلسفية بناء نظريات حول العملية التعليمية التعلمية حيث كانت نقطة البداية البداية من أجل تنظيم هذه العملية. فما هي إذن نظريات التعلم؟ وما هي أهم مدارسها؟

ما هي نظربات التعلم؟

نظريات التعلم هي مجموعة من النظريات تم وضعها في بداية القرن العشرين من طرف بعض المدارس الفلسفية، والتي اهتمت بتفسير وفهم ظاهرة التعلم من وجهة نظر كل مدرسة فلسفية على حدى، كما أن هذه النظريات لازالت إلى اليوم تحظى بالدراسة والنقد قصد تطويرها أكثر وأكثر.

ما هي أهم النظريات التعليمية؟

1- النظرية السلوكية

النظرية السلوكية أو المدرسة السلوكية، ظهرت في بداية القرن العشرين بالضبط في سنة 1912 على يد مجموعة من الرواد أبرزهم جون واطسون وبافلوف وسكينر، حيث اعتبروا أن المعرفة الحقيقية تكتسب عبر التجربة والتطبيق، واعتبروا أيضا أن التعلم هو نتاج للعلاقة بين تجارب المتعلم والتغير في استجابته وفق ثنائية إثارة/استجابة.

- من أهم مفاهيم هذه النظرية:

  • السلوك: هو مجموعة استجابات ناتجة عن المحيط الخارجي.
  • التعلم: هو عماية تغير شبه دائمة في سلوك الفرد ينشأ عن طريق الممارسة.
  • التعزيز والعقاب: حسب هذه النظرية فإن المكافآت تدعم السلوك فيما العقاب ينتقص من الاستجابة وبالتالي من تدعيم السلوكو وتثبيته.
  • الإشتراط الإجرائي: ينبني هذا الإشتراط على أساس إفراز الإستجابة لمثير آخر.

- أهم مبادئ النظرية السلوكية:

  • التعلم يقترن بالنتائج ومفهوم التعزيز؛
  • التعلم هو نتاج للعلاقة بين تجارب المتعلم والتغير في استجابته؛
  • التعلم يقترن بالسلوك الإجرائي المراد بناؤه؛
  • التعلم المقترن بالعقاب هو تعلم سلبي؛
  • التعلم يبنى بتعزيز الأداءات القريبة من السلوك النمطي؛

2- النظرية البنائية:


يعتبر جون بياجي رائد هذه النظرية والذي يعتبر أن التعلم فعل نشيط وأن بناء المعارف يتم بالاستناد إلى الخبرات والتمثلات السباقة (المعارف السابقة)، والمتعلم يبني تعلماته بالاعتماد على نفسه انطلاقا من اختلال معرفي يطبق عليه ميكانيزم الاستيعاب والتلاؤم ليصل إلى التوازن المعرفي.

- أهم مفاهيم النظرية البنائية:

  • التكيف: التعلم هو تكييف عضوية الفرد مع معطيات وخصائص محيطه المادي والاجتماعي عن طريق استدماجها في مقولات وتحويلات وظيفية.
  • التنظيم: دمج المعلومات القديمة للفرد والموجودة في البنية الذهنية مع المعلومات الجديدة التي اكتسبها المتعلم في المدرسة.
  • الاستيعاب والتلاؤم: الاستيعاب هو عملية دمج المعارف والمهارات ضمن النسيج المعرفي للمتعلم، أما التلاؤم فهو عملية التبني والتغير للحصول على التطابق بين المواقف الذاتية مع مواقف البيئة أي الواقع المعاش.
  • السيرورات الإجرائية: التطور والتجريد في المعرفة وكل أشكال التكيف تنمو في تلازم جدلي.

- مبادئ النظرية البنائية:

  • المتعلم لا يحصل على المعلومة جاهزة بشكل كامل وإنما يجب أن يبذل مجهودا معينا من داخل عقله؛
  • لبناء المعرفة الصحيحة لا بد للمتعلم للفهم وللتجارب الخاطئة والصحيحة لترسيخ واستيعاب المعلومة كاملةً؛
  • انكار مبدأ التلقين في التعليم واعتماد مبدأ التجربة والتطبيق بما تتضمن من الخطأ والصواب للوصول إلى المعلومة الصحيحة؛
  • التعلم عملية مستمرة وتكمن بشكل رئيسي في العقل؛

3- النظرية الجشطلتية


الجشطلتية أو الجشطلت هي كلمة ذات أصل  ألماني وتعني الشكل أو المجال الكلي فهي ترى الأشكال في مظهرها الكلي وليس الأجزاء، ولهذا سماها رواد هذه النظرية بالنظرية الجشطلتية وهم ماكس فريتمر وكروت كوفكا وجالج كوهلر، ويقوم التعلم حسب هذه النظرية على الاستبصار أو الحدس أو الفهم المفاجئ، أي أن المتعلم يكون في وضعية للتعلم ويقوم بمحاولة للتعلم قد تكون خاطئة في البداية لكن مع المحاولة سيصل إلى الحل وهي مرحلة تسمى بالإستبصار.

- أهم مفاهيم النظرية الجشطلتية:

  • الجشطلت: هو كل مترابط الأجزاء بانتظام، فكل عنصر وكل جزء له وظيفته ومكانته التي تتطلبه.
  • البنية: تتكون من العناصر المرتبطة بقوانين داخلية تحكمها ديناميا ووظيفيا.
  • الاستبصار: هو لحظة الإدراك التحليلي التي تصل بالمتعلم إلى اكتساب الفهم.
  • الانتقال: لا يمكن التحقق من التعلم إلا عندما يتم تعميمه على مواقف مشابهة في البنية الأصلية،ومختلفة في أشكال التمظهر.
  • الفهم والمعنى: لتحقيق التعلم لابد الفهم العميق لعناصر المشكلة لموضوع التعلم، وبالتالي فهم المعنى الذي تنتظم فيه المحددات، حيث الفهم هو كشف استبصاري.
  • الدافعية الأصلية: تعزيز التعلم ينبغي أن يكون نابعا من الداخل.
  • التنظيم: تحدد سيكولوجيا التعلم الجشطلتية القاعدة التنظيمية لموضوع التعلم التي تتحكم في البنية.
  • إعادة التنظيم: يقتظي التعلم العمل على إعادة الهيكلة والتنظيم لتجازو أشكال الغموض والتناقضات ليحل محلها الاستبصار والفهم الحقيقي.

- أهم مبادئ النظرية الجشطلتية:

  • اعتبار الاستبصار شرط التعلم الحقيقي والذي يصل بالمتعلم إلى الفهم والمعرفة؛
  • الحفظ والتعلم الآلي للمعارف تعلم سلبي؛
  • التعلم يقترن بالنتائج فالتعلم المفيد هو الذي ينعكس على حياة المتعلم؛
  • الدافع النفسي الداخلي هو محرك العملية التعليمية؛

4- النظرية السوسيوبنائية


يرجع أول ظهور لهذه النظرية على يد كبار العلماء النفسيين أمثال: فيغوسكي و ألبرت باندورا حيث يرى هؤلاء أن المعرف تبنى اجتماعيا من طرف المتعلم ولفائدته، وترى أيضا أن المتعلم لا يطور تعلماته إلا بمقارنة إنجازاته بإنجازات غيره في إطار التفاعل مع الجماعة والغير.

- أهم مبادئ النظرية السوسيوبنائية:

  • الإنسان اجتماعي بطبعه، وبالتالي يجب أن يتعلم المتعلم داخل المجموعة عكس التعلم الفردي؛
  • التعلم لدى المتعلم يقوم على الصراع المعرفي؛
  • التفاعل الاجتماعي يعتبر أساسيا في بناء المعارف أي أن المعارف تبنى اجتماعيا؛
  • تعلم المتعلم في إطار الوسط الاجتماعي يتم عبر تواصله مع البالغين والأقران المتفوقين؛
  • تحث النظرية السوسيوبنائية على التعلم في إطار المجموعة، لكنها تقر أن المتعلم كل في مساره يبني تعلماته بنفسه شريطة أن يكون في إطار المحيط السوسيولوجي.

5-النظرية المعرفية


 لا يمكن تحديد رواد هذه النظرية بشكل دقيق خاصة و أن هناك تداخل كبير بين رواد هذه النظرية ورواد النظريات الأخرى، إلا أننا سنذكر بعض الرواد الذين لم نتطرق لهم في النظريات السابقة مثل: إدوارد سي تولمان و ديفيد اوزبل وجيروم برونر وآخرون... 
النظرية المعرفية تنظر من زاوية السياقات المعرفية للمتعلم، وتعطي أهمية خاصة لمصادر المعرفة، فالتعلم عند المعرفيين هو معالجة المعلومة هذه المعالجة التي يقوم بها المدرس والمتعلم بشكل مستمر، وحسب هذه النظرية أيضا أنه يجب التركيز على فهم واستيعاب وإدراك المعرفة من طرف المتعلم عوض التركيز على الكم؛ أي كم المعرفة المقدمة للمتعلم.

- أهم مبادئ النظرية المعرفية:

  • الاهتمام بذهنية المتعلم والعمل على تطوير مهاراته؛
  • يجب أن يكون المتعلم هو المساهم الأساسي في بناء التعلمات.
  • خلق وتجديد استراتيجية معرفية ناجعة يمكن لمدرس السير عليها حتى يتمكن من إيصال المعرفة للمتعلم بشكل ناجح.
  • المعرفة هي معرفة داخلية ولذلك لا يجب الاهتمام بالسلوك الخارجي للمتعلم بقدر الاهتمام بذهنيته وعقليته.


الخاتمة:


تعتبر هذه النظريات من أهم النظريات في مجال التربية والتعليم وهي لازالت قيد البحث والدراسة من طرف المختصين، فلكل نظرية ايجابيات وسلبيات، واختيار النظرية الأنسب يعتمد على عدة عوامل وظروف مثل: العامل النفسي الداخلي للمتعلم والعامل الخارجي كالبيئة والتجهيزات والمدرسة ومدى وعي المجتمع والأسرة. فمهما كانت النظريات التي ذكرناها سابقا متميزة وتعتمد من طرف التربويين فإن البيئة المدرسية والبيئة الأسرية هي اللي تشكل الأساس في تميز المتعلم وتفوقه في الدراسة.

المصادر والمراجع:


- نظريات التعلم، موقع ويكيبيديا
- نظريات التعلم: مفهوم النظرية - السلوكية - الجشطالتية - البنائية - السوسيوبنائية، موقع المورد التربوي



تعليقات