القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

صناعة التفاهة وتمجيد التافهين

 

صناعة التفاهة
يحظى صناع المحتوى التافه بمتابعة الملايين من المتابعبن

مع الإنتشار الكبير للتكنلوجيا والأنترنت وظهور العديد من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" و"سناب شات" و "انستغرام"...أصبح يطل علينا العديد من صناع المحتوى الذين أصبحوا وفي وقت وجيز "مشاهير" ينشرون العديد من الفيديوهات اليومية، ذات المحتوى التافه، والذي يزيد من انتشاره الإقبال الكبير على مشاهدته من طرف الجمهور الذي يبحث فقط عن ما هو تافه في الأنترنت، هذا ما يشجع هؤلاء "المشاهير" على منصات التواصل من زيادت نشر هذه التفاهات لكونها تلقى إقبالا كبيرا من طرف "الجمهور"، بالإضافة إلى كون المحتوى التافه مربح حيث تحول البعض في وقت وجيز إلى أثرياء ومشاهير يتابعهم الملايين على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فقط لأنهم ينشرون أموراً غير مفيدة بالمرة تتعلق بحياتهم الشخصية مثل "روتيني اليومي"، أو التعليق على أمور معينة سياسية أو اقتصادية لا دراية لهم فيها وليست من اختصاصهم، أو الأخذ في أعراض الناس مثل نشر فضائح لبعض الأشخاص أو بعض المشاهير، هذا فقط من أجل جني المال بطريقة مريحة وفي أسرع وقت!!

وسائل التواصل الاجتماعي

إننا لا ننكر دور وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها الايجابي على حياتنا اليومية بحيث أتاحت لنا التواصل الفوري مع الناس من مختلف بقاع العالم وحولت كوكبنا إلى قرية صغيرة، كما أنها ساعدت على توفير المعلومة والأخبار لعامة الناس، هذا فيما يخص الجانب الإيجابي لهذه المنصات، أما الجاب السلبي لها؛ فقد ساعدت على ظهور العديد من "المشاهير" الذين يتهافتون وراء جني العديد من المشتركين والمشاهدات التي قد تصل إلى الملايين بسبب نشر محتوى بذيئ وفارغ المضمون، هذا طبعا نتاج سنوات من التجهيل والانحدار الفكري والثقافي التي تعاني منه الأمة.

الجمهور ودوره في انتشار التفاهة والتافهين

يعتبر الجمهور هو الفيصل في هذه القضية، وهو سر قوة أصحاب هذه التفاهات، هو الذي يساعد على انتشارها في الأنترنت وانحدار المحتوى المفيد الذي لا يحظى إلا بربع ما يحظى به المحتوى التافه، وللمفارقة فإن الجمهور الذي ينتقد هذه التفاهات هو نفسه الذي يشاهدها وهذا ما يعرف بـ "انفصام الشخصية"، فانتشار هذه التفاهات يعبر بشكل أو بآخر عن اهتمامات الجمهوروالذي يجعل من هذا المحتوى يتربع على عرش محركات البحث وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، فكلما زاد التفاعل على هذه المنشورات التافهة و "اللايكات" والتعليقات كلما ازدادت فيهم الحماسة للإستمرار في الصناعة "البئيسة".


لقد باتت هذه الظاهرة وانتشارها الكبير خطرا كبيرا على المجتمع، خاصة أجيال المستقبل، إذ تنشر بينهم أنماط تفكير سطحية وأحيانا تافهة، وتجعل من صناع هذا المحتوى قدوات لهم، مما يستدعي دراسة هذه الظاهرة من طرف المختصين ومحاولت علاجها قبل استفحالها في المجتمع، كما أنه على الدول والحكومات التدخل من أجل مراقبة هذا المحتوى وسن قوانين تحارب كل ما هو تافه في الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

تعليقات