القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

تعرف على البيداغوجية اللاتوجيهية

تعرف على البيداغوجية اللاتوجيهية
تعتمد البيداغوجية اللاتوجيهية على مبدأ التعليم الذاتي.

مقدمة: 

يعتبر موضوع التربية والتعليم من بين المواضيع الأكثر إثارة للجدل بين الفلاسفة والمفكرين حيث عملوا على الخوض في هذا الموضوع كل حسب توجهاته الفلسفية والفكرية، فعملوا على وضع نظريات تربوية وأفكار في مجال التعليم بهدف الرقي بالمنظومة التعليمية وجعلها أكثر فاعلية، هذا بالإضافة إلى الخوض في طرق التدريس التي تسمى "البيداغوجية" حيث اختلفت هذه الطرق (البيداغوجيات) كل حسب المدرسة الفكرية أو الفلسفية التي ينتمي إليها؛ فهناك مثلا البيداغوجية الفارقية و بيداغوجيا الخطأ وبيداغوجيا حل المشكلات ... إلا أننا نحن في هذا المقال إن شاء الله سنتحدث عن بيداغوجيا تسمى "البيداغوجيا اللاتوجيهية" وعن نشأتها وأهم روادها ومبادئها.

السياق التاريخي لظهور البيداغوجية اللاتوجيهية

يرتبط مفهوم البيداغوجية اللاتوجيهية بظهور مصطلح "التربية الحديثة" في القرن التاسع عشر على يد الفيلسوف الفرنسي سانتاني في كتابه "المدرسة والمذاهب التربوية في القرن العشرين"، الذي دعى إلى الحرية والعقل في التربية والتقليل من التوجيه الخارجي والآلي التي تركز على التعليم النظري للمادة. 

لقد ساهم العديد من الأطباء النفسيين من خلال خبراتهم في مجال التربية إلى تحقيق ولو تدريجا لما يسمى "التربية الحديثة"، ومن بين هؤلاء نجد الطبيب الأمركي الذي يدعى كارل روجرز (1902 - 1988) الذي أسهم وبشكل كبير من خلال نظريته "نظرية الإرشاد العلاجية" والتي كونها من خلال عمله وأبحاثه في مجال العلاج النفسي، حيث عمل على تطوير هذه النظرية في مجال التربية وعرفت باسم "البيداغوجية اللاتوجيهية" لتطبيق التربية الحديثة والتي تنطلق من مبدأ أن المتعلم يرغب في التعلم بشكل تلقائي دون إكراه.

تعريف البيداغوجية اللاتوجيهية

تنبني البيداغوجية اللاتوجيهية على التعلم الذاتي والتسيير الشخصي، واعتماد المتعلم على نفسه في انجاز واجباته وأعماله، فهي تفترض في المتعلم أن يمتلك الرغبة الكاملة في التعلم دون ظغط أو إجبار من أحد، وفي هذه النظرية أيضا يقوم المدرس بدور الإشراف فقط إذ لا يتدخل إلا في حالة لجوء المتعلم إليه.

مبادئ البيداغوجية اللاتوجيهية

تقوم البيداغوجية اللاتوجيهية على عدة مبادئ أهمها:

  • ضرورة دراسة الحالة النفسية للمتعلم؛
  • العناية الكافية بالبيئة التربوية المحيطة بالمتعلم؛
  • تعزيز معانة ودور المتعلم في العملية التعليمية - التعَلمية؛
  • العمل على تحقيق الذات للمتعلم؛
  • منح المتعلم الحرية من أجل تطوير طاقاته وإمكاناته في عملية التعلم؛
  • تعلم الحياة من الحياة نفسها؛ أي تعزيز  مبدأ تعلم الخبرة والتجارب من الحياة اليومية؛

خاتمة:

انطلاقا مما سبق فإن البيداغوجية اللاتوجيهية باعتبارها تدخل ضمن مفهوم "التربية الحديثة" تركز على المتعلم بشكل كبير؛ حيث تهتم بدراسة الطفل من الناحية النفية والاجتماعية، والاهتمام بالبيئة التربوية للطفل، بالإضافة إلى إعطائه القدر الكافي من الحرية الجسدية والعقلية والتعبيرية في العملية التعليمية - التعلمية. كل هذا يأتي بغرض القضاء على مبدأ التلقين في التعليم على اعتبار أنه لم يعط النتائج المرجوة منه، وباعتباره أيضاً مبدأ يعطي الدور الأكبر للمدرس ويقصي بشكل أو بآخر المتعلم في بناء المعرفة.

المصادر: 

- ذ. لحبيب أية اصالح، "عن منهج كارل روجرز في التربية" موقع هسبريس.

- ما هي البيداغوجيا اللاتوجيهية؟ موقع فكرة.

تعليقات