القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

قصة ملهمة ..اليابان وقصة الـ 100 كيس أرز!

 

اليابان وقصة الـ 100 كيس أرز!

تعتبر اليابان اليوم من بين أكثر الدول تقدما وذلك بفضل العديد من السياسات الإصلاحية التي باشرتها الحكومات من عقود كثيرة وذلك بعد تاريخ طويل من التراجع والاضمحلال فضلا عن الحروب الكثيرة التي خاضتها اليابان عبر مر العصور والتي استنزفت موارد اليابان المحدودة أصلا، كان آخرها الحرب العالمية الثانية التي انتهت بهزيمتها بعد أن استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية مدينتي ناجازاكي وهيروشيما بقنبلتين ذريتين.

استسلمت اليابان بالفعل بعد الحرب العالمية الثانية لكنها لم تستسلم أبدا للظروف والتحديات التي خلفتها الحرب حيث بدأت رحلة جادة نحو البناء لتستطيع بعد عقود قليلة الوصول إلى مصافي الدول المتقدمة والغنية.

100 كيس أرز تصنع نهضة علمية في اليابان!

خاضت اليابان عبر تاريخها العديد من التحديات لعل واحدة من أبرز هذه التحديات هي فترة التحول الكبير في عهد الإمبراطور الشاب "ميتسوهيتو ميجي" والتي عرفت بـ "فترة ميجي" وهي الفترة الأولى من تاريخ اليبان المعاصر (1868 - 1912)حيث قام هذا الإمبراطور بمجموعة من الإصلاحات والتي جاءت بعد عقود من التراجع على كل المستويات وانتشار الفساد وتفكك الدولة، حيث عمل على إحداث مجموعة من الإصلاحات على المستويات السياسية والاقتصادية والدارية والعلمية، هذه الإصلاحات لازالت آثارها قائمة إلى الآن.

ضمن فترة إصلاحات ميجي تبرز "قصة الـ 100 كيس أرز"، فبعد هزيمة قوات الحاكم العسكري لليابان آنذاك "شوجون" عانت مقاطعة ناغاؤنا (محافظة نيغاتا حاليا) من الدمار وانتشار المجاعة بشكل كبير خاصة وأن اليابان دولة ذات موارد طبيعية شحيحة، هذا ما دفع مسؤولي مقاطعة مينيياما المجاورة إلى تقديم العون لمقاطعة ناغاؤنا المنكوبة من خلال إرسال 100 كيس أرز من المساعادات الإغاثية.

كان "كوباياشي توراسابورو" (1868 - 1877) مستشارا كبيرا "لساكوما شوزان"وهو مفكر متخصص في العلوم العسكرية (1811 - 1868) وكان يدير مدرسة في معبد بمقاطعة ناغاؤكا لتعليم الشباب الموهوبين. وتمثل اقتراح "كوباياشي توراسابورو" في أن لا يتم استهلاك الأرز مباشرة رغم الحاجة الملحة لتوزيعه على الناس لسد الجوع الذي كان يحس به الناس آنذاك، وبدلا من ذلك اقترح بيع الأرز واستثمار إيراداته في التعليم المدرسي، لكن البعض طالبوا باستهلاك الأرز تلبية للحاجات الفورية للجائعين من الناس، لكنه أصر على فكرته موضحا أن المائة كيس أرز ستجني أضعافا مضاعفة من الأرباح مستقبلا إن استثمرت بشكل سليم.

هذه القصة أصبحت مشهورة في اليابان وخارجها، إذ تؤكد على حرص الشعب الياباني على التعليم والاستثمار فيه هذا ما يفسر مستوى الرقي والتقدم الذي وصلت إليه اليابان.

الدروس المستفادة من "قصة 100 كيس أرز"

تثبت لنا هذه القصة أن المعونات والهبات يمكن أن تسد حاجات معينة وفي وقت محدد ووجيز، لكنها لا تخلق فرص مستدامة، فالمعونات عبارة عن مسكنات مؤقتة لا تغني ولا تسمن من جوع. 

يقول المثل "لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطادها" هذا ما تفطن له المسؤول الياباني حيث فضل بيع أكياس الأرز بدل استهلاكها، واستثمار عائد البيع في تعليم الناشئة، ولا نستغرب اليوم لما وصلت إليه اليابان من رقي وتقدم رغم الزلازل والبراكين ووعورة التضاريس فضلا عن شح ثرواتها الطبيعية.

نعم إنه كوكب اليابان.

المصادر:

- موقع اليابان بالعربي

- موقع أخبارك

- موقع  أزيلال 24

تعليقات