 |
"النسيان" قد يكون نعمة في بعض الأحيان ونقمة في أحيان أخرى خاصة نسيان الأمرو المهمة في حياتنا ومن بين هذه الأمور هي المعلومات والأفكار التي نتعلمها في المدرسة أو الجامعة أو المعلومات التي قرأناها في إحدى الكتب أو المقالات فسرعان ما نجد أنفسنا قد نسيناها فنضطر إلى مراجعتها مرات ومرات.
هذا يجعلنا نطرح إشكالية النسيان والجدوى من القراءة والتعلم، فما الجدوى إذن من قراءة كتاب أو مقال ثم بعد ساعتين ننسى ما قرأناه؟ ولماذا نذهب في الأصل إلى المدرسة لنتعلم وبعد مرور عام دراسي كامل وبعد إنجاز الامتحانات نجد أنفسنا قد نسينا جل ما تعلمناه؟!
"منحنى النسيان"
يعود ظهور مفهوم "منحنى النسيان" إلى سنة 1885م، حينما كان عالم النفس الألماني هيرمان إبنغهاوس يقوم بإجراء دراسة خاصة حول ذاكرته، على مدار فترات زمنية مختلفة، حيث كان موضوع بحثه التجريبي حول اختبار معدل النسيان ورسم النتائج التي يظهرها البحث والتجريب بيانيا. فوجد أن الملعومات التي يتلقاها سرعان ما تتسرب من دماغه في غضون شهر، ووجد أن أنه نسي أكثر من 90% من كل ما تعلمه في الأصل حتى نتائج بحثه التي يصل إليها كل يوم!
يكون مننحنى النسيان لشيء يتعلمه للمرة الأولى أعلى في اليومين الأولين، يقل بعدهما معدل النسيان للأفكار الرئيسية كاسم كتاب أو بطل الرواية.
النسيان في عصر الإنترنت
يرى الباجث في جامعة ملبورن جاريد هورفاث أنه في عصر الإنترنت أصبحت المعلومات متوفرة بكثرة إلى حد "التخمة" وذاكرة الاسترجاع (استدعاء المعلومات تلقائيا في عقلك) عند البشر أقل ضرورة، فطرق تلقي الملعومة قد غيرت الذاكرة البشرية. ويرى أنه أننا نعرف مكان وجود المعلومات وكيفية الوصول إليها؛ فإننا لا نحتاج حقا إلى تذكرها.
نحن نتعامل مع الإنترنت على أنه محرك بحث يحفظ ذكرياتنا، وإن احتجنا إلى أي معلومة في أي وقت يمكننا فتح حواسيبنا أو هواتفنا المحمولة والبحث عنها مباشرة دون عصف ذهني للذاكرة.
أصبح الإنترنت عبارة عن ذاكرة خارجية لنا يمكن الاعتماد عليها في أي وقت، هذا ما جعلنا بنذل جهدا أقل في حفظ واستيعاب المفاهيم والأفكار التي نتعلمها.
نصائح لتعزيز الذاكرة ومقاومة النسيان
لتغيير سياسة عمل الدماغ الطاردة للمعلومة، وتعزيز قدرته على الإحتفاظ بالأفكار والمعلومات، إليك عزيزي القارئ أهم النصائح لتجنب النسيان وتعزيز الذاكرة:
- تدرب على كتابة ملخص لما قرأته في مقالة أو بحث.
- قم بتمثيل المعلومات في رسم تخطيطي، أو تقسيم المقالة أو البحث إلى عدة نقاط رئيسية.
- كن أكثر تفاعلا ما قرأته أو تعلمته؛ فنحن نتعلم بشكل أفضل إذا ما تفاعلنا مع ما نتلقاه مقابل أن نبقى مجرد متعلمين سلبيين نكتفي بمراقبة المحاضر وهو يسرد المعلومات.
- الاطلاع على المعلومات قبل النوم؛ لأن الدرسات توضح أن أن الدماغ يسجل المعلومات أثناء النوم، وبالتالي إذا أردت تذكر بعض الملعومات قم بمراجعتها قبل النوم ولو لدقائق.
- ممارسة الرياضة؛ فالتمارين الرياضية تطلق عوامل النمو في الدماغ التي تساعد بالفعل على زراعة خلايا الدماغ الجديدة.
- النوم الكافي؛ لأن قلة النوم تؤدي للتعب والإرهاق وبالتالي صعوبة التركيز.
- تناول الأطعمة الصحية؛ مثل الأسماك والدواجن والفواكه والخضار والمكسرات والحبوب الكاملة.
المصادر:
- موقع الجزيرة. نت
- موقع نادي كلمة
- موقع المصري اليوم
- موقع فرصة
تعليقات
إرسال تعليق