القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

احصائيات عن القراءة في الوطن العربي على ضوء مؤشر القراءة العربي (2016)

احصائيات عن القراءة في الوطن العربي على ضوء مؤشر القراءة العربي (2016)

تقديم:

تعتبر القراءة مفتاحا للعلم، ويكفينا دليلا أنها أول ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم وأول ما أنزل عليه كما قال تعالى (إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الانسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الانسان ما لم يعلم) سورة العلق.
فمن خلال هذه الأيات يتبين لنا أن القراءة والتعلم هو أمر من عند الله تعالى حيث أن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولا شك أن أهم أسبابه القراءة، ولولا القراءة لم يتعلم الانسان الحكمة من وجوده على هذه الأرض وهي عبادة الله وطاعته وعمارتها لما فيه الخير للبشرية جمعاء.
إلا أنه ورغم أهمية القراءة والتعلم في ديننا الحنيف باعتبار أداة للحصول على المعرفة، إلا أننا في العالم العربي نعاني وبشدة من ضعف الاقبال على القراءة مقارنة بالشعوب الأخرى وهذا راجع لعدة نعلمها جميعا.
وللوقوف على مشكل القراءة في العالم العربي هناك مجموعة من التقارير المنجزة حول القراءة والاحصائيات المتعلقة بها، ويبقى أهمها مؤشر القراءة العربي الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد أل مكتوم وبشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

أولا: إحصائيات عامة عن القراءة في الوطن العربي

شملت هذه الدراسة حوالي 22 دولة عربية وبلغ عدد الأشخاص الذين شملهم الاستبيان الالكتروني الضخم ما يزيد عن 148 ألف مواطن من كافة الدول العربية منهم 66680 طالبا وطالبة و 87614 من غير الطلبة (مختلف التخصصات).

ثانيا: المنسوب الإجمالي للقراءة

حسب مؤشر القراءة العربي فهناك إقبال ملحوظ على القراءة - رغم محدوديتها - لدى المواطن العربي حيث يقرأ ما يساوي 35،24 ساعة سنويا، وهذا الرقم أعلى بكثير من بعض الإحصائيات التي تحدد المدة الزمنية للقراءة في 6 دقاءق فقط!!!
أما فيما يخص الكتب المقروءة سنويا فقد تراوح العدد بين 1,44 و 28,67 بمتوسط عربي يساوي أكثر من 16 كتابا في السنة.

1 - منسوب القراءة بحسب المجال المقروء: داخل مجالي الدراسة والعمل أو خارجها

بلغ منسوب القراءة بحسب الساعات سنويا 15,18 ساعة في المجالات ذات الصلة بالدراسة أو مجال العمل أما خارج نطاق الدراسة أو مجال العمل فقد بلغ ما معدله 20,58 ساعة سنويا.
أما منسوب القراءة بحسب الكتب سنويا فقد بلغ 6,80 كتاب في المجالات ذات الصلة بالدراسة أو مجال العمل فيما خارج الدراسة والعمل بلغ ما مجموعه 9,27 كتاب سنويا.

2 - منسوب قراءة الكتب بحسب نوع وعاء المقروء: ورقي - إلكتروني

تبين احصائيات مؤشر القراءة العربي أن هناك أولوية للقراءة الالكترونية بمتوسط عربي بلغ 19,45 ساعة سنويا مقابل 16,03 ساعة للقراءة الورقية وهذا راجع بالأساس إلى الاكتساح الكبير لتكنلوجيا المعلومات والاتصال وظهور بدائل أفضل من الوثائق المطبوعة.
بالإضافة أن الحصول على الكتاب الرقمي أسهل بكثير من الحصول على الكتاب الورقي.

3 - منسوب قراءة الكتب بحسب لغة المقروء: عربية أو أجنبية

احتلت اللغة العربية المرتبة الأولى، حيث بلغ منسوب قراءة الكتب باللغة العربية بمتوسط 10,94 كتاب في السنة بينما تراوح منسوب القراءة باللغة الأجنبية (الفرنسية والانجليزية) بمتوسط 5,90 كتاب في السنة. وقد تفاوت حجم الفوارق بين منسوب القراءة باللغة العربية والقراءة باللغة الأجنبية؛ حيث بلغ الفارق 11 كتابا في لبنان و9 في الإمارات و 8 في المغرب وقطر بينما لم تتجاوز كتابا واحدا في الصومال وجزر القمر.

ثالثا: إتاحة فرصة القراءة

يعتبر نشر ثقافة القراءة لدى النشئ من الأمور الضرورية لتكوين شخصيتهم وبناء ثقافتهم وذلك يتم عبر عدة متدخلين بدأ من الأسرة ثم المدرسة ثم المجتمع بمؤسساته الحكومية والمدنية.

1 - الإتاحة على مستوى الأسرة

تختلف درجات الإتاحة داخل الأسرة حسب مؤشر القراءة العربي من دولة إلى أخرى فقد تراوح بين 1,45  في الصومال و 94,84  في لبنان وهذا الفرق الواسع يفسر لنا ضعف المتوسط العربي.
أما بخصوص الدول العربية الأخر تبين أن 11 دولة عربية تأتي فوق المتوسط (50 من 100) فقد حصلت كل من لبنان ومصر والمغرب والإمارات على درجات تفوق 80 فيما الأردن ونونس وقطر والبحرين حصلت على درجات بين 60 و75 أما فلسطين والجزائر فحصلت على 50 وأخيرا اليمن وموريتانيا وجيبوتي وجزر القمر والصومال حصلت على درجات لم تبلغ عتبة العشرين.

2 - الإتاحة على مستوى المؤسسات التعليمية

تعتبر المؤسسات التعليمية أرضية ملائمة لنشر ثقافة القراءة لدى النشئ فعلى عاتقها مسؤولية كبيرة تتعلق بإرساء وتثبيت هذه الثقافة لدى المتعلمين.
وفيما يتعلق بالإحصائيات فحسب مؤشر القراءة العربي فقد جائت نتائج الإتاحة في الاتجاه نفسه لمستوى الإتاحة في الأسرة مع اختلاف نسبي في الدرجات حيث تراوحت أحيانا بين 7,44 من 100 في الصومال و 93,60 في المغرب فيما سجلت 13 دولة درجات فوق المتوسط (52,02) وهذه هي المجموعة ذاتها التي تصدرت قائمة المحور السابق أضيفت إليها الجزائر وفلسطين والكويت وعمان، في مقابل المجموعة نفسها التي ظهرت في آخرها.

3 - الإتاحة على مستوى المجتمع

جاء متوسط الإتاحة على مستوى المجتمع 36,56 من 100 وهي درجة ضعيفة باعتبار بعدها من منتصف السلم (50 من 100) ويعود هذا التدني إلى ضعف البناء الثقافي في بعض البيئات العربية وغياب الاهتمام بالفضاءات المهنية للقراءة والفعاليات الثقافية بالإضافة إلى ضعف المعارض الخاصة بالكتب والندوات التي تناقشها.

رابعا: السمات الشخصية للقارئ

حسب مؤشر القراءة العربي فإن لسمات الفرد الشخصية أهمية كبرى في تحديد علاقته بالقراءة وفهم المقروء وامتلاك اتجاهات ايجابية نحو القراءة والتعلق بالقراءة والإقبال عليها.

1 - الاتجاهات نحو القراءة

جاءت 12 دولة عربية بمتوسط ما بين 58,78 في الجزائر و 92,97 في لبنا، وضمت إلى جانب ذلك كل من المغرب ومصر والإمارات والأردن وتونس وقطر والسعودية والبحرين وفلسطين وعمان في حين سجلت أضعف الدرجات لدى الصومال (6,91) وجزر القمر (11,93) وجيبوتي (24,98) وموريتانيا (28,20) وليبيا (35,13) وتجدر الإشارة إلى أن الاتجاهات نحو القراءة لها علاقة بالمتغيرات الشخصية مثل الجنس والذكاء والتحصيل الدراسي والأكاديمي.

2 - الدافعية نحو القراءة

حسب مؤشر القراءة العربي جاء متوسط الدافعية نحو القراءة في حدود 51,10 من 100 ولم تصل إلى هذا المتوسط سوى 10 دول عربية هي نفسها التي جاءت في صدارة قائمة الاتجاهات باستثناء عمان والجزائر، وكذلك بالنسبة إلى المجموعة الأخيرة حيث أظهرت الاحصائيات نفس النتائج، وهنا وجب التركيز على الدافعية للقراءة عبر تنميتها؛ مثل حب الاستطلاع وتحسين مفهوم الذات القرائي والكفاءة الذاتية...

3 - القدرات القرائية

يظهر مستوى القرائية في الوطن العربي تحسنا في معظم الدول العربية فحسب مؤشر القراءة العربي فإن 12 دولة عربية فاقت درجات المتوسط (80) وفي 6 دول بين 60 و 80 بينما كان المتوسط في حدود 52 في موريتانيا و 45 في جيبوتي وتعتبر هذه النتيجة إيجابية مقارنة مع باقي التقارير المتداولة.

خامسا: جوانب نوعية متعلقة بموضوع القراءة

1 - القراءة والشعور بالارتياح

حسب استبيان مؤشر القراءة العربي فقد كشفت النتائج عن أربعة أسباب رئيسية دافعة نحوالقراءة تصدرها "البحث عن المعلومة" تليها "متعة القراءة في حد ذاتها" و "حب الإطلاع" ثم "اكتساب ثقافة واسعة".

2 - اصناف القراءة الورقية

رغم انتشار التكنلوجيا الحديثة لا يزال هناك اهتمام كبير بالقراءة الورقية فحسب الاستبيان فقد ظهرت قراءة الكتب الورقية في المرتبة الأولى بنسبة 28,05 في المئة تليها الروايات بنسبة 20,55 في المئة ثم المجلات المتخصصة بنسبة 20,01 في المئة ثم الصحف بنسبة 17,06 في المئة ثم القصص المصورة بنسبة 14,12 في المئة.

3 - أصناف القراءة الالكترونية

في التطور التكنلوجي الحديث الذي نشهده اليوم لا يمكن أن تبقى القراءة حبيسة الكتب والمطبوعات الورقية فقد ظهر ما يسمى بـ "القراءة الالكترونية" فحسب استبيان مؤشر القراءة العربي فقد أظهرت النتائج على أن القراءة  على شبكات التواصل الاجتماعي تحتل المرتبة الأولى بنسبة 23,52 في المئة، تليها المواقع الاخبارية بنسبة 23,01 في المئة، ثم الكتب الالكترونية بنسبة 23,01 في المئة، بعده المجلات الالكترونية بنسبة 15,32 في المئة، تليها المدونات بنسبة 9,35 في المئة، وفي الأخير الشبكات المهنية بنسة 7,78 في المئة.

4 - الاهتمام بحركة النشر

 حسب الاستبيان نفسه فقد أفادت النتائج بأن 19,68 في المئة من المشاركين يتابعون بانتظام ما ينشر من مؤلفات ورقية، و 18,60 في المئة يتابعو بانتظام ما ينشر في المواقع الرقمية، وبالتالي فإن ما مجموعه 38,29 في المئة يتابعون حركة النشر بانتظام.

الخلاصة

وخلاصة ما جاء في مؤشر القراءة العربي فإن القراءة هي الأداة الرئيسة لاكتساب المعرفة والاتصال بالآخرين ووسيلة للرقي والازدهار المعرفي. فهي تفتح للإنسان باب المعرفة الواسعة وتجعله متيقظا وناميا باستمرار، وهذا لن يتأتى طبعا إلا بالتشجيع على هذه العادة الرائعة وجعلها متلازمة يومية مدى الحياة فأمة إقرأ يجب أن تقرأ.



تعليقات