 |
| مكتبة الكونغرس |
تعتبر المكتبات من أهم المعالم التي تفتخر بها كل الدول في العالم حيث يتفنن المهندسون والمعماريون في تشييدها وبنائها، لكي تبقى شامخة لمدة طويلة وتكون مصدر فخر للموطنين، فهي مصدر حصول الباحثين والأساتذة والقراء على البيانات والمعلومات حيث تتيح لهم استعارة الكتب والمجلات أو توفير منصة الكترونية تتوفر على آلاف الكتب الرقمية حتى تسهل عليهم عملية البحث والقراءة.
إن المكتبات وما تقدمه للبشرية جمعاء لا يقدر بثمن؛ فهي تنمي ثقافة القراءة عند الأفراد، وكذلك تحفظ التاريخ البشري في شتى العلوم المختلفة، كما أنها أيضا تشكل جسرا للتواصل بين الناس عامة والباحثين خصوصا حيث تتلاقى الأفكار وتتناقح فيما بينها مما يؤدي إلى المزيد من الإكتشافات العلمية هذا ما يساهم في تطور البشرية وازدهارها. ولهذا تسعى العديد من الدول وخاصة المتقدمة منها إلى بناء مكتبات ضخمة توفر فيها العديد من الكتب قد تصل احيانا للملايين من النسخ، فنجد مثلا في أروبا العديد من المكتبات الضخمة مثل المكتبة العامة في بريطانيا، ومكتبة ولاية برلين في ألمانيا، أما في الشرق نجد مكتبة تيانجين في الصين، اما الوطن العربي فنجد مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تقع في مدينة الإسكندرية المصرية، إلا أن أكبر مكتبة في العالم والتي تعتبر الأضخم على الإطلاق هي مكتبة الكونغرس.
تاريخ مكتبة الكونغرس
تعتبر مكتبة الكونغرس من أقدم المكتبات في أمريكا حيث تأسست هذه المكتبة سنة 1800 عندما تم نقل مقر الكونغرس المؤقت من العاصمة المؤقتة انذلك فيلاديفيا إلى العاصمة الجديدة واشنطن في عهد الرئيس "جون آدمز" حيث تم تخصيص 5000 دولار لشراء الكتب ووضعها في مبنى خاص داخل مبنى الكابيتول، وبعد انتخاب الرئيس" توماس جيفيرسون" أصدر قرار بإنشاء هيكل مكتبة الكونغرس في 26 يناير 1802 وبتعيين أمين خاص لها للإشراف عليها.
إلا أن المكتبة عرفت منعرجا تاريخا خطيرا خلال الغزو البريطاني للولايات المتحدة سنة 1812 حيث أقدم الجيش البريطاني على احراق مكتبة الكونغرس وتدمير ما مجموعه 3000 مجلد، إلا أن الرئيس "جيفرسون" عوض تلك المجلدات المحروقة بتقديم مكتبته الخاصة لمكتبة الكونغرس. وفي سنة 1851 تعرضت المكتبة لحريق ثان أتى على الأخضر واليابس فيها، حيث ضاع ما يقارب 35 ألف كتبا ومجلد من أصل أكثر من 50 ألف كتبا ومجلد.
المكتبة الأغنى في العالم
تقع مكتبة الكونغرس في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي داخل مبنى الكونغرس في منطقة الكابيتول هيل وتمتد على مساحة 39 هكتار، وهي مقسمة لثلاث مباني رئيسية؛ وهي جناح الرئيس "توماس جيفرسون" وجناح الرئيس الثاني للبلاد "جون آدمز"، بالإضافة إلى الجناح الثالث يحمل إسم الرئيس "جيمس ماديسون" الرئيس الرابع للولايات المتحدة الأمريكية.
تعد مكتبة الكونغرس المكتبة الأثرى في العالم إذ تضم أكثر من من 170 مليون مادة تحتوي على أكثر من 39 مليون كتاب ومجلد بـ أكثر من 470 لغة، بالإضافة إلى الملايين من المخطوطات القديمة والنادرة (أكثر من 73 مليون مخطوطة)، و أكثر من 5 مليون خريطة، و 8 ملايين معزوفة موسيقية، كما تحتوي أيضا على مجموعة من الأفلام الكلاسيكية والوثائقية تعود لبدايات صناعة السينما الأمريكية عبر هوليود، بلإضافة إلى عدة وثائق تاريخية تخص الولايات المتحدة الأمريكية وبدايات تأسيسها.
وفي ما يخص التراث العربي الإسلامي، فإن مكتبة الكونغرس تضم الألاف من الكتب والوثائق المكتوبة باللغة العربية إذ تضم نحو 300 ألف كتبا عربي، وأول مصحف مترجم إلى اللغة الإنجليزية. كما تضم أيضا بعضا من صور ولوحات للمسجد النبوي والمسجد الحرام في مكة المكرمة وبعص الصور للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، باعتباره أحد السلاطين الأبرز في التاريخ العثماني.
تعليقات
إرسال تعليق