القائمة الرئيسية

الصفحات

أخر المواضيع

ما هو الفقر الرقمي؟ .. تعرف عليه

 

مع انتشار جائحة كورونا عانت العديد من الأسر من مشكلة تمكين أطفالهم من متابعة الدراسة عن بعد.

أصدرت مؤخرا منظمة "اليونيسف" تقريراً عن وضعية التعليم عن بعد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال فترة الجائحة التي عرفت إغلاق المدارس والجامعات، حيث عرفت هذه الفترة اعتماد عملية التعليم عن بعد في معظم بلدان العالم خاصة الغنية منها والتي تتوفر على بنية تحتية وقدرات مهمة من أجل تمكين تلامذتها من استكمال دراستهم وعدم الوقوع في مشكل هدر الزمن المدرسي.

وحسب هذا التقرير، فإن معظم دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عانت من مشكل عدم تمكن معظم التلاميذ في من استكمال دراستهم بسبب عدم قدرة بعض الدول من توفير شبكة الأنترنت أو ضعفها أو انقطاعها، أو عدم توفر البنية التحتية أو بسبب عدم قدرة الأسر على توفير الأجهزة والمعدات اللازمة لتعليم أبنائهم (الأجهزة الالكترونية - شبكة الأنترنت المنزلية...) كل هذه الأسباب أوعزه تقرير اليونيسف إلى ما يسمى "الفقر الرقمي"، فما هو الفقر الرقمي؟ وما هي أسبابه؟ وما هي الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل الحد من مشكلة "الفقر الرقمي"؟

ما هو "الفقر الرقمي"؟

مصطلح "الفقر الرقمي" هو مصطلح جديد ظهر مؤخراً مع بداية انتشار جائحة كورونا واعتماد نمط التعليم والعمل عن بعد، حيث ظهرت العديد من المشاكل في اعتماد هذا النمط من التعلم والعمل، بسبب ضعف الشبكة المعنكبوتية أو ضعف البينة التحتية، كل هذه المشاكل أعزتها منظمة اليونسف إلى ما يسمى بـ "الفقر الرقمي" أي الحصول على الأنترنت بشكل متقطع أو عدم توفره، أو عدم توفر أجهزة رقمية كافية في المنازل من أجل متابعة الدراسة أو العمل.

احصائيات عن "الفقر الرقمي" في العالم العربي

أظهرت البيانات الصادرة عن تقرير اليونسيف حول الفقر الرقمي في العالم العربي أن ما نسبته 40 في الئة من الأطفال في الوطن العربي (39 مليون طفل) لم يتمتعوا بفرص التعليم عن بعد، بينما قامت مجموعة من الدول في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بتوفير على الأقل منصة واحدة للتعليم المنزلي أثناء فترة الإغلاق.

كما أوضح التقرير أيضاً أن بعض البلدان العربية، مثل اليمن وسوريا والعراق وليبيا، نسبة الحصول الأنترنت فيها لا تتجازز 35 في المئة.

أسباب ظهور مشكلة "الفقر الرقمي"

تعزى مشكلة الفقر الرقمي إلى مجموعة من الأسباب نذكر منها:

- استمرار الاضطرابات السياسية والإقتصادية في بعض الدول العربية.

- عدم اهتمام الحكومات بإصلاح المنظومات التعلمية بما يتماشى مع التقدم التكنلوجي والرقمي الحاصل في عالمنا اليوم.

- الفقر وتدني الدخل الفردي لدى معظم المواطنين في الدول العربية، مما يجعلهم غير قادرين على إدخال الأنترنت إلى المنازل.

- الجمود التشريعي والتنظيمي، من أهم الأسباب المؤدية إلى الفقر الرقمي، حيث أن معظم الدول العربية خاصة الفقيرة لا تتوفر على ترسانة قانونية وتشريعية تنظم عملية التعليم والعمل عن بعد.

- غياب الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص الممثل في شركات الإتصالات من أجل توفير البنية التحتية الخاصة بالشبكة العنكبوتية.

- عدم تجهيز المعلمين وتدريبهم بالمهارات الخاصة ذات الصلة بالتعليم عن بعد.

- غياب الثقافة العلمية والتكنلوجية لدى معظم الأسر العربية.

الإجراءات الواجب اتخاذها للحد من مشكلة "الفقر الرقمي"

وفق المدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف للشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد تيد شيبان، فإن مجرد فتح المدارس لا يكفي! بل يجب إعطاء قطاع التعليم أولوية كبرى، وذلك بالتركيز على المهارات الحياتية والحد من الفقر الرقمي والذي يشمل العمل على زيادة حزم الأنترنت، وجعل الأجهزة والمعدات الرقمية متاحة بشكل أكبر وبأسعار معقولة.

وفي بيانها دعت اليونيسف إلى تبني مجموعة من الإجراءات من أجل مساعدة الأطفال على التعافي والعودة إلى التعلم وجهاً لوجه بشكل كامل من خلال ستة إجراءات.

أولا: دعم جميع المتعلمين من أجل استئناف التلعم الحضوري، بحيث تستخدم برامج للدعم والاستدراك فيما فاتهم من الدروس، بينما يحصل المدرسون على الدعم الذي يحتاجون إليه في الوضع "العادي الجديد" بما في ذلك التعلم المدمج.

ثانيا: إعطاء الأولوية لتلقيح المعلمين دون أن يكون شرطاً مسبقاً لإعادة فتح المدارس، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير الوقائية في المدارس.

ثالثا: تكوين وتجهيز المعلمين بالمهارات التي يحتاجونها ومن ضمنها المهارات الرقمية.

رابعا: جعل أنظمة التعلم أكثر مرونة وتركيزاً على مساعدة الأطفال على اكتساب المهارات الأساسية.

خامسا: زيادة الميزانيات المخصصة لإصلاح أنظمة التعليم.

سادسا: العمل على تعزيز الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص المتمثل في شركات الإتصالات لتوفير البنية التحتية الأساسية لشبكة الأنترنت، وتوفير خيارات منخفضة التكلفة لفائدة العائلات والمعلمين والمدراس.


إقرأ أيضاً: الذكاء الإصطناعي في التعليم


المصادر:

- موقع منظمة الأمم المتحدة.

- موقع عنب بلدي.



تعليقات